هجمات أمريكية على سوريا والعراق.. متابعو CGTN العربية: نتمنى خروج التواجد الأمريكي من الشرق الأوسط واحترام سيادة الدول والقانون الدولي

اجنادين نيوز / ANN

CGTN

في 2 فبراير بالتوقيت المحلي، شن الجيش الأمريكي هجمات على أكثر من 85 هدفا في سوريا والعراق ردا على الهجوم على قاعدة أمريكية في شمال شرق الأردن. وقالت وزارة الخارجية السورية إن الضربات الأمريكية على أراضيها تؤجج الصراع في المنطقة على نحو خطيرة، في حين ذكرت لجنة الأمن والدفاع النيابية العراقية، في بيان أنه مثل هذه الاعتداءات هي خرق للسيادة العراقية، وأن تكرار مثل هذه الاعتداءات يضعف من التعامل الأمني بين العراق والولايات المتحدة. وفي ظل هذا الوضع، دعا متابعو CGTN العربية إلى خروج التواجد الأمريكي من الشرق الأوسط واحترام سيادة الدول والقانون الدولي.

وبينما شنت الولايات المتحدة هجمات على أهداف في العراق وسوريا، فإن الصراع في الشرق الأوسط قد دخل إلى مرحلة جديدة خطيرة. وقال أحد متابعي CGTN العربية من العراق إن الولايات المتحدة والدول الغربية لا تريد الالتزام بالقوانين والشرعية الدولية وإنها تلعب وتتلاعب بالقوانين وتزورها وتكذب لتسهيل تدخلاتها في المنطقة وأما عندما تكون القوانين والشرعية الدولية التي تم التوقيع عليها من جهتها ومن كل العالم عبئا عليها، فإنها تبدأ بالفرضيات والتأويلات التي تناسبها وليس عندها صدق أو نزاهة يمكن الوثوق بها.

في ظل الوضع في الشرق الأوسط، أصبحت الولايات المتحدة، التي لا تلتزم بتخفيف الصراعات، بل تعمل على تصعيدها، غير شعبية على نحو متزايد. إذا كان نهج المعايير المزدوجة الذي تتبعه الولايات المتحدة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الحالي قد أصبح فتيل المفرقعات لهجمات متكررة على الجيش الأمريكي في الشرق الأوسط، فإن التواجد العسكري الأمريكي طويل الأمد في المنطقة في حد ذاته هو برميل بارود. منذ أن شنت الولايات المتحدة حرب العراق في عام 2003، حافظت على تواجدها العسكري الذي أصبح مثيرا للمشاكل في العراق لأكثر من عشرين عاما، وقد عانى الشعب العراقي عشرين عاما من الاضطرابات التي لا نهاية لها، تاركة هذا البلد المتحضر القديم مدمرا وغارقا في الحرب.

قبل شن هجومها في العراق، وعدت الولايات المتحدة السكان المحليين بالقضاء على الإرهاب ومنحهم “الديمقراطية” و”السلام”. والآن بعد مرور 20 عاما، قالوا متابعو CGTN العربية من العراق: “لم نر أي وعود تتحقق، ولم نر أي تحسن في الوضع الحالي، وبالعكس، عانى العراقيون بسبب الاحتلال العسكري الأمريكي. والغزو الأمريكي للعراق انتهك القانون الدولي ويجب عليها أن تعترف بالجرائم التي ارتكبتها، فإنها دمرت العراق في كل الجوانب الحضارية والثقافية والتعليمية والأمنية، وخاصة في مجال الطاقة، ونهبت الثروات والموارد.”

وحتى الآن، لا يزال لدى الولايات المتحدة حوالي 900 جندي متمركزين في سوريا باسم “مكافحة الإرهاب”. لكن الشعب السوري لا يصدق الخطاب الأمريكي. قال بعض متابعو CGTN العربية من سوريا إن ما يهم الولايات المتحدة سرقة النفط وتهربيها من سوريا وتقوية المفسدين وإن الهدف من التواجد العسكري الأمريكي هو دعم وتقوية المنظمات الإرهابية وليس قتالها.

وقد تسببت الهيمنة العسكرية الأمريكية كوارث لا نهاية لها. ووفقا لمشروع “تكاليف الحرب” الذي تديره جامعة براون، فإن الولايات المتحدة شنت حروبا أو عمليات الحرب على الإرهاب في ما لا يقل عن 85 دولة حول العالم بعد هجمات 11 سبتمبر، وقد تسببت في مقتل نحو 940 ألف شخص، من بينهم 432 ألف مدني، ونزوح نحو 38 مليون شخص أو تحويلهم إلى لاجئين.

في الواقع، على مدى تاريخ الولايات المتحدة الممتد لأكثر من 240 عاما، لم تكن البلاد في حالة انخراط في حرب سوى لأقل من 20 عاما. وأبدى أحد متابعي CGTN العربية رأيه حول الأمر وقال: “إن الولايات المتحدة دولة تعتقد بأن القوة هي الحل أمام المشاكل والأزمات نظرا إلى كل تعاملاتها مع الأحداث قديما وحديثا وقصفت المدن بآلاف القنابل في أفغانستان والعرق وسوريا واليمن وفي اعتقادي أن الأزمات والحروب الذي تنشأ في العالم هي الضمان لبقائها،

وإنه السبب وراء عدم القيام بوقف الحرب في غزة وعدم السعي لتحقيق سلام عادل بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وتكون صانعة الأزمات والحروب لكي تستفيد شركات تصنيع السلاح الأمريكية منها، والسلام لا يؤتي هذه الشركات وسيؤدي إلى إفلاسها.

ما الذي تحتاجه دول الشرق الأوسط مثل سوريا والعراق أكثر من غيرها الآن؟ الجواب الذي تقدمه شعوب المنطقة هو دعم التمويل والمؤسسات العامة التي تضمن الأمن والعدالة الاجتماعية، في حين تمثل الولايات المتحدة بوضوح الاتجاه الآخر، وهو الاحتلال والهيمنة والسرقة. وأشار مقال في مجلة “ناشيونال إنترست” الأمريكية إلى أن التواجد العسكري الأمريكي في العراق وسوريا يمثل الأثر الأخير للمغامرة الأمريكية الفوضوية والمدمرة التي استمرت 20 عاما في الشرق الأوسط، وأنه ينبغي لهذه المغامرات أن تنتهي منذ فترة طويلة وحان الوقت لكي يفي الرئيس بايدن بوعده خلال حملته الانتخابية بإنهاء “الحروب الأبدية” وإعادة الرجال والنساء إلى الوطن”.

زر الذهاب إلى الأعلى